لستُ حراً
وائل العجواني
يدَّعونَ بِأننِّى حرٌّ .. هراءُ
كلنا نمضى على قَدَرٍ .. سواءُ
ما اختياراتى ولا حتى انفعالاتى طريقٌ
كلُّ شىءٍ فى الحياةِ لهُ احتواءُ
إننى عبدٌ ذليلٌ ليسَ يدرى
زائغاً كالريشِ يحملُهُ الهواءُ
أىُّ مجدٍ للبريةِ حينَ تعلو ..
حينَ تهبطُ .. كلُّ شوكٍ فى الرياضِ لهُ سِقاءُ
كلُّ وردٍ فوقَ غصنِ الروْحِ .. تزرعُهُ السماءُ
فإذا يمَّمتُ نحو يمينى قالوا ..
نعمَ هذا الروحَ يزرعهُ النقاءُ
وإذا نحَّيتُ نحو شمالى قالوا ..
إنَّهُ الشيطانُ يفعلُ ما يشاءُ
حتى هذا العقلُ منهدمٌ كسيرٌ
يبلعُ الأطواقَ يبلعهُ الخَواءُ
فاختياراتى على كثرتها زورٌ
إننى ترسٌ يحرِّكهُ اشتهاءُ
كلنا فى السيركِ نرقصُ فوقَ جمرٍ
حتى هذا الجمرُ شعلتُهُ افتراءُ
يا حبيبى إنْ أنا غيَّرتُ وعْدْى
ما بيدِّى .. إنما حَكَمَ الهُراءُ
حينما آويتُ نحوكَ كانَ قَسْراً
إنها الأشياءُ ينقُصها الرواءُ
تُطلقُ الشمسَ كرابيجُ الصباحِ
مثلما يأوى إلى النومِ المساءُ
إنْ ترى حرفى عظيماً ليس منِّى
كلُّ حرفٍ جاءَ يطردهُ الرجاءُ
إنَّهُ القانونُ لا يستثنى حجراً
باطشاً يقضى القضاءُ أو الفناءُ
كلُّ سرٍّ تحتَ جوفِ الليلِ يقعو
كانَ موجوداً وحرَّكهُ العناءُ
والبديهياتُ فى الدنيا كِثاراً ..
فسَّروا جَهْداً .. بِأنَّ الماءَ ماءُ
فاستفقْ يابن الأكارمَ من حديثى
كى يطيبَ الجُرحُ ويدومُ الهَناءُ
كلُّ ما فى الكونِ من سرٍّ تبدَّى ..
كى تطيبَ النفسُ إنْ زحفَ الفناءُ !
