لا يَصِحُّ أَنْ أكتُبَ لكِ الشعرَ
إلاَّ بِمدادٍ من دِمائى
إذا حبستِ الرياحُ أنسامَها
فأنتِ عطرُ هوائى
وإذا خنقتِ الأرضُ أضلاعَها
تبقينَ أنهارَ مائى
وإذا استباحتِ الرياضُ أغصانَها
فأنتِ دوحةُ كبريائى
لا يصِحُّ أنْ أكتبَ لكِ الشعرَ
إلاَّ بِمدادٍ من عروقى
إذا عزَّ على السماءِ شروقَها
تبقينَ أنتِ شروقى
وإذا اعتقلتِ الغيومُ بُروقَها
قدحتْ يداكِ بُروقى
وإذا سملتِ الأمطارُ أحداقَها
تبقينَ مطرى الحقيقى
لا يصِحُّ أنْ أكتبَ لكِ الشعرَ
إلاَّ بِمدادٍ من جبينى
يامَنْ على شفتيها
تُورِقُ كلَّ أوراقِ الحنينِ
يا قِبلَةَ الأحلامِ ..
يافرحى الحزينِ
سجدتْ لحبِّكِ أنجُمى
وغفى لديكِ أنينى
قد كنتُ قبلَكِ تائهاً
وبكِ انصهرتُ معَ يقينى !