الرئيسية » » رائحتكَ | وداد نبي

رائحتكَ | وداد نبي

Written By Unknown on الاثنين، 13 يوليو 2015 | 7:40 م

رائحتكَ
تحتلُّ منزلي وحديقة الجيران
تسقي معي زهور الشُرفة
تضع معي الطّعام للقطّة
تغسلُ معي صحون الغداء
وترافقني للتسوّق من «ميني ماركت»
تنبحُ ككلبٍ مخلص ٍ
بعيونِ الرجل الذي يراقبُ
فتحة قميصي
تُكشّرُ منزعجةً من ملاءات سريري النظيفة
وتنام معي كلّ ليلة
متوسّدةً جسدي البارد
كجثّة بمقبرةٍ جماعيّة.
السعادة معكَ
لم تحتج لمعجزات
حزيران ماطرٌ
طرقٌ خفيفٌ على الباب
وسقوط مدوٍّ
لطائرين أزرقين
من سماء الشهوة
لأرضِ الروائح الصلبة
حيث ُ القُبلة
طردٌ بريديٌ مستعجل
بين رئتين تتبادلان
سيروم الأوكسجين
بغرفة العناية المشدّدة للحب
حبّاتُ العرق
على جبينكَ القاسي
تتدحرجُ كلّ مساء
قاطعةً آلاف الأميال
لتستقر بقاعِ يدي
وتبكي..
تبكي بصمتٍ وتنام.
اختبأتُ باسمكَ
حينما بحث عنّي القتلة
ليقنصوا
الحريّة من شفاهِ قصيدتي
كان اسمك
سياجاً شائكاً أمام
أقدامهم المدجّجة
بالبارود
أشياؤك الصغيرة
الأغنية التي تُحب «Vazgeçtim»
ابتسامتكَ في المطار
قميصك َ الأبيض الذي اخترتُ لونهُ
قصاصة الورقة التي كتبتَ عليها مرّة:
«Ez û Tu»() وأحرقتُها بالمدفأة
حينما قرّرتُ التخلّص منكَ كحذاء ٍ قديم
رسائلكَ الإلكترونية لحبيباتكَ حينما قرأتُها مرّة ونسيتُها
صوركَ «السيلفي« التي أرسلتها صباحاً
من أمام القطار السريع في المدينة الغريبة
صوتكَ الهامس كموسيقى إغريقيّة.. «وداد»
كلها تعوي الآن..
تعوي ككلبٍ ضالٍ ومخلص
ولا تجدُّ طريق العودة للمنزل
المنزلُ «قلبي« «قلبُكَ«
وما بينهما الهاوية
بالبريد ِ المضمون
أُرسلُ إليكَ
رائحتي..
أقراطي..
خاتم زواجي
طلاء أظافري
نوبة الألم بكليتي
قميصي الأزرق
وطيرا ً أبيضَ يحطّ كلّ ليلة
على سُرّتي
ولا ينام.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.