الرئيسية » » منافقون لدرجةِ الرثاء !! | وائل العجواني

منافقون لدرجةِ الرثاء !! | وائل العجواني

Written By Unknown on الأربعاء، 29 أبريل 2015 | 6:05 م




وائل العجواني

إن كنتِ تُحبيننى حقاً
فاصنعى لى حساءاً
من خلايا كبدكِ الأرجوانيةْ
واعصرى لى عروقَ صدركِ
وصبيها فى فناجينِ قهوتىَ
الصباحيةِ والمسائيةْ
إنْ كنتِ تحبيننى حقاً
فاخلعى ثيابكِ كاملةً أمامى
وادخلى من أىِّ زاويةٍ
فى أسرَّةِ صدرى
وشدِّى لحافَ أعصابى
ونامى ..
منافقونَ نحنُ لدرجةِ الرثاءْ
وفى أشجعِ حالاتنا ..
نحنُ أجبنُ الجُبناءْ
مشلولونَ .. موبوؤُون
وتطحننا كلُّ مخاوفِ
الحصبةِ الحمراءْ
بِرغم تأصل جذور آبائنا
فى تربةِ التاريخ
ورغم المأذون
والزواج الشرعى
..جميعُنا لُقطاءْ
كاذبونَ لدرجةِ القرفْ
وتائهونَ رغمَ دعاوى
الإيمانِ والشرفْ
فاطردى بغبغاءَكِ
المسجونَ فى القفصِ الحديدى
اطلقيهِ بعيداً ..
فما جدوى كلِّ هذهِ البغبغاواتْ ..
فى غُرفِ العشقِ ..
بغبغاواتْ ..
فى الشارع بغبغاواتْ
فى الأسواق يغبغاواتْ
فى الاذاعة والتليفزيون والصحفْ
وشبكات التواصل ..
بغبغاواتْ ..
وفى الأحزانِ والمسراتِ
كلنا بغبغاواتْ
نُرددُ الأكاذيبَ
نُرددُ اللغة التى كرهت شكلها
وكرهت رائحتها
وملَّت من طولِ لطمِ خدودها
ومن ضفائرها المُستعارة
نكتبُ بنفسِ درجة الحبر
وعلى نفسِ الورق
وبنفسِ أدوات الاستفهام
والجر والكآبة ْ
اخلعى ملابسَكِ كاملةْ
وامشى فى الشارع
إنْ كنتِ تمتلكينَ الشجاعة
اخلعى كلَّ جلودَكِ التنكريةْ
واتركيها على الشماعة
واحرقى الملابسَ والشماعة
فما أكثر مالدينا من شماعات
ومن عِلل وتعللاتْ
وما أكثرَ ما نحسو كلَّ يومٍ
من أوعيةٍ ممتلئةٍ
بالزيفِ والهرطقاتْ
عودى ليومِ ميلادكِ الأول
فما أكثر ما أساءت إليكِ
الحضاراتْ ..
منافقونَ لدرجةِ الرثاءْ
مُغيبونَ لدرجةِ الرثاءْ
وضائعونَ لدرجةِ الرثاءْ
فاخرجى من محاركِ
كلؤلؤةٍ بيضاءَ أو سوداءْ
إنْ كنتِ تُريديننى حقاً
فحررى من ضلوعكِ
هذا البغبغاءْ
وانطلقى معى
لنأسرَ القمر ..
ونجبرَ الشمسَ على الإنحناءْ
إنْ كنتِ تعشقيننى حقاً
وتُريدننى حقاً ..
فاخلعى ثوبَ الحضارةِ الجوفاءْ
والبسى عَظْمى ..
وغوصى فى الدِّماءْ
منافقونَ لدرجةِ الرثاءْ
ورغم كلِّ ما نحملهُ
من شفراتِ الكبرياء
لا الأرضُ ترضى علينا ..
ولنْ ترضى السماءْ !!


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.