الرئيسية » » قصة طائر أسطورى اسمه الهوى | وائل العجواني

قصة طائر أسطورى اسمه الهوى | وائل العجواني

Written By Unknown on السبت، 20 يونيو 2015 | 3:52 م

قصيدة \ قصة طائر أسطورى اسمه الهوى
فى بدايةِ عهدنا بِالجبِّ
كنا نُقشِّرهُ كما نُقشِّر
حبيبات الفول السودانى
ونسحقهُ كالجوزِ والزبيبِ
على أقداحِنا
كان الأمر لا يتعدَّى
نوعاً من الترفِ العاطفى
نُحلِّى بهِ أوقاتنا
لم نكنْ ندرى ..
أنَّ للحبِّ ألهةً كاسرةً
لن تتركنا لحالنا
حتى تتحكمَ فى مصائر أنفاسنا
فى بدايةِ عهدنا بالحبِّ يا حبيبتى
لم يكن الحبُّ يتعدَّى
بيضةً مُهملَةً فى أحراشنا
وفجأةً انشقت البيضةُ
عن طائرٍ أسطورى
تُسبِّحُ له الريح
وتنشقُّ له السماواتْ
ألغى جميعَ التزاماتِنا
بعدما صارَ التزامنا الوحيدْ
وأحرقَ جميعَ مدائننا
وذبحنا بينَ الرجاءِ والتنهيدْ
وسرقَ جميعَ أحلامِنا
فى بدايةِ عهدنا بالحب ..
كنا نظنُّ الغرامَ
لعبةً شبيهةً بِالنرد
وقفزِ الحواجِزْ
لم نكن نظنُّ يا حبيبتى
أنَّ الحبَّ سيجعلُ منا آلهةً
لا تحكمها القوانينُ والغرائز
واليومَ يا حبيبتى ..
لم يعُدْ بيدنا الرجوعَ
إلى النقطةِ الأولى
ولا العودةَحتى
لخطوةٍ واحدةٍإلى الوراءْ
أصبحنا مُعلَّقينِ بحبالٍ فولاذيةٍ للهوى
مابينَ الأرضِ والسماءْ
فماذا سنفعلُ ياحبيبتى
ما عادَ ينفعنا النَّدَمْ
ولا الدُّموعُ ولا الرجاءْ
سَطاَ علينا الحبُّ ياحبيبتى
وأرسلنا فى بعثةٍ خُرافية
لا رجوعَ منها ..
وأصابنا بكلِّ آفاتِ الحنينْ
وحرمَ أرواحنا الدواءْ
ماذا سنفعلُ ياحبيبتى ..
وقد تخطينا كلَّ المداراتْ
وتجاوزنا كلَّ النداءاتْ
وأصبحَ الرجوعُ إلى النقطةِ الأولى
مُعجزةً لا نتمناها ..
وأصبحَ التَّرقى فى مداراتنا
التى عشقناها ..
جُرحٌ جميلٌ ..
ونزفٌ طويلٌ ..
ونقشٌ على جسدِ المُستحيلاتْ
آهٍ يا حبيبتى ..
لو كنا نعلمُ هذا المصيرْ
وهذا الخلودُ المريرْ
ونحنُ تُراقصنا الأمنياتْ ..
فى بدايةِ عهدنا بالهوى ..
كنا نظنُّ الحبَّ أُغنيةً شتائيةْ ..
ونزهةً خلويةْ ..
وعِقدٌ جميلٌ من الكلماتْ ..
وما كنا نحسبُ أنَّ الهوى
سيسخرُ منَّا ..
بِكلِّ اللغاتْ !!



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.