بين البوسفور ومرمرة
----------
على قارب كبير
من أسقاع الارض إجتمعنا
في عباب البحر سرنا
بين ضفة واخرى
سهرة وكأس وعشاء
وحسناء من بلادي
جلست الى طاولتي
دون إبتسام او حراك
شربت نبيذ كأسها
وارتشفت نبيذ عينيها
تعارفنا عفوا وهمسا
لكني بحثت في غياهب ذاتها
ابحرت فيها كما تبحر سفينتنا
أخرجت منها الحزن
المتدثر في حناياها
ورحلنا الى اعلى المدينة العائمة
حتى بتنا وحدنا
أحرقنا الصمت في دخان سجائرنا
تهنا في دنيانا واحلامنا
غرقنا في أعماق تأملاتنا
وعلى عتاب جسر البوسفور
تعانقنا وتناجينا
وبطريق العودة تحادثنا
عن الدنيا ومن فيها
سردنا كل قصصنا ومآسينا
حتى وجلت المر في مرمر ملقتيها
وبعد إنتصاف الليل بلغت الرحلة مقصدها
ابواب بحر مرمرة مشرعة امام اعيوننا
دنت النهاية ورست احلامي
على رصيف ميناء الفراق
وتلاشت بعيدا وهي تحدق بي
وقلبي يودعها بدمعة إنهمرت
تحرق أماكن تسللها
رحلت كطيف
كمثل البدر
يظهر ليلة
يضيئ العتمة
وبعدها يختفي
